کد مطلب:90524 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:258

خطبة له علیه السلام (37)-بعد وفاة رسول اللّه لما خاطبه العبا















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ اَلصَّبْرُ حِلْمٌ، وَ الْحِلْمُ زَیْنٌ، وَ التَّقْوی دینٌ، وَ الْحُجَّةُ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، وَ سَلَّمَ، وَ الطَّریقُ الصِّرَاطُ[1].

أَیُّهَا النَّاسُ، شُقُّوا مُتَلاطِمَاتِ[2] أَمْوَاجِ الْفِتَنِ بِمَجَارِی[3] سُفُنِ النَّجَاةِ، وَ عَرِّجُوا عَنْ طَریقِ[4] الْمُنَافَرَةِ، وَضَعُوا[5] تیجَانَ[6] الْمُفَاخَرَةِ، وَ اسْتَضیئُوا بِنُورِ الأَنْوَارِ، وَ لا تَقْتَسِمُوا مَوَاریثَ الطَّاهِرَاتِ الأَبْرَارِ، فَقَدْ[7] أَفْلَحَ مَنْ نَهَضَ بِجَنَاحٍ، أَوِ اسْتَسْلَمَ فَأَرَاحَ.

هذَا مَاءٌ آجِنٌ، وَ لُقْمَةٌ یَغَصُّ بِهَا آكِلُهَا، وَ مُجْتَنِی الثَّمَرَةِ لِغَیْرِ وَقْتِ إِینَاعِهَا كَالزَّارعِ بِغَیْرِ[8]

[صفحه 395]

أَرْضِهِ.

أَجْدَرُ بِالْعَاقِلِ مِنْ لُقْمَةٍ تُحْشی بِزَنْبُورٍ، وَ مِنْ شَرْبَةٍ یَلَذُّ بِهَا شَارِبُهَا، مَعَ تَرْكِ النَّظَرِ فی عَوَاقِبِ الأُمُورِ.

فَكَأَنّی بِكُمْ تَتَرَدَّدُونَ فِی الْعَمی كَمَا یَتَرَدَّدُ الْبَعیرُ فِی الطَّاحُونَةِ.

أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ أُذِنَ لی بِمَا لَیْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ، لَحَصَدْتُ رُؤُوسَكُمْ عَنْ أَجْسَادِكُمْ كَحَبِّ الْحَصیدِ،

بِقَوَاضِبَ مِنْ حَدیدٍ، وَ لَقَلَعْتُ مِنْ جَمَاجِمِ شُجْعَانِكُمْ مَا أُقَرِّحُ بِهِ آمَاقَكُمْ، وَ أُوحِشُ بِهِ مَجَالِسَكُمْ.

فَإِنّی، مُذْ عُرِفْتُ، مُرْدِی الْعَسَاكِرِ، وَ مُفْنِی الْجَحَافِلِ، وَ مُبیدُ خَضْرَائِكُمْ، وَ مُخْمِدُ ضَوْضَائِكُمْ،

وَ جَرَّارُ الدَّوَاوینَ إِذْ أَنْتُمْ فی بُیُوتِكُمْ مُعْتَكِفُونَ.

وَ إِنّی لَصَاحِبُكُمُ الْیَوْمَ كَمَا صَاحِبُكُمْ بِالأَمْسِ.

لَعَمْرُ أَبی وَ أُمّی، لَنْ تُحِبُّوا أَنْ تَكُونَ فینَا الْخِلافَةُ وَ النُّبُوَّةِ، وَ أَنْتُمْ تَذْكُرُونَ أَحْقَادَ بَدْرٍ وَ ثَارَاتِ أُحُدٍ[9].

فَإِنْ أَقُلْ یَقُولُوا: حَرَصَ عَلَی الْمُلْكِ وَ حَسَدَ[10]، وَ إِنْ أَسْكُتْ یَقُولُوا: جَزِعَ ابْنُ أَبی طَالِبٍ[11] مِنَ الْمَوْتِ.

هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ، بَعْدَ اللُّتَیَّا وَ الَّتی.

إِلَیَّ یُقَالُ هذَا، وَ أَنَا الْمَوْتُ وَ الْمُمیتُ، وَ خَوَّاضُ الْمَنَایَا فی جَوْفِ لَیْلٍ حَالِكٍ، وَ أَنَا حَامِلُ السَّیْفَیْنِ الثَّقیلَیْنِ، وَ الرُّمْحَیْنِ الطَّویلَیْنِ، وَ مُنَكِّسُ الرَّایَاتِ فِی غَطَامِطِ الْغَمَرَاتِ، وَ مُفَرِّجُ الْكُرُبَاتِ عَنْ وَجْهِ خَیْرِ الْبَرِیَّاتِ؟.

إِنْتَبِهُوا فَ[12] وَ اللَّهِ لابْنُ أَبی طَالِبٍ[13] آنَسُ بِالْمَوْتِ مِنَ الطِّفْلِ بِثَدْیِ أُمِّهِ، وَ مِنَ الرَّجُلِ بِأَخیهِ وَ عَمِّهِ[14].

[صفحه 396]

بَلْ هَبَلَتْكُمُ الْهَوَابِلُ.

لَقَدِ[15] انْدَمَجْتُ[16] عَلی مَكْنُونِ عِلْمٍ لَوْ بُحْتُ بِهِ لاضْطَرَبْتُمْ اضْطِرَابَ الأَرْشِیَةِ فِی الطَّوِیِّ الْبَعیدَةِ، وَ لَخَرَجْتُمْ مِنْ بُیُوتِكُمْ هَارِبینَ، وَ عَلی وُجُوهِكُمْ هَائِمینَ[17]. وَ لكِنّی أُهَوِّنُ وَجْدی حَتَّی أَلْقی رَبِّیَ بِیَدٍ جَذَّاءَ، صِفْرٍ مِنْ لَذَّاتِكُمْ، خِلْوٍ مِنْ طَحْنَاتِكُمْ.

فَمَا مَثَلُ دُنْیَاكُمْ عِنْدی إِلاَّ كَمَثَلِ غَیْمٍ عَلا فَاسْتَعْلی، ثُمَّ اسْتَغْلَظَ فَاسْتَوی، ثُمَّ تَمَزَّقَ فَانْجَلی.

رُوَیْداً، فَعَنْ قَلیلٍ یَنْجَلی لَكُمْ الْقَسْطَلُ، فَتَجِدُونَ[18] ثَمَرَةَ فِعْلِكُمْ مُرّاً، وَ تَحْصُدُونَ غَرْسَ أَیْدیكُمْ ذُعَاقاً مُمْقِراً، وَ سُمّاً قَاتِلاً. وَ كَفی بِاللَّهِ حَكَماً، وَ بِرَسُولِهِ خَصْماً، وَ بِالْقِیَامَةِ مَوْقِفاً.

فَلا أَبْعَدَ اللَّهُ فیهَا سِوَاكُمْ، وَ لا أَتْعَسَ فیهَا غَیْرَكُمْ، وَ السَّلامُ عَلی مَنِ اتَّبَعَ الْهُدی[19].


صفحه 395، 396.








    1. ورد فی نثر الدرّ ج 1 ص 399. و شرح ابن أبی الحدید ج 1 ص 219. و نهج السعادة ج 1 ص 44. باختلاف یسیر.
    2. ورد فی نثر الدرّ للآبی ج 1 ص 399. و الاحتجاج للطبرسی ج 1 ص 95. و نهج السعادة للمحمودی ج 1 ص 44.
    3. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 1 ص 21. و ورد بحیازیم. فی الاحتجاج للطبرسی ج 1 ص 95.
    4. سبیل. ورد فی نثر الدرّ للآبی ج 1 ص 400. و نهج السعادة للمحمودی ج 1 ص 44.
    5. و حطّوا. ورد فی نثر الدرّ للآبی ج 1 ص 400. و الاحتجاج للطبرسی ج 1 ص 95.
    6. عن تیجان. ورد فی نسخة عبده ص 93.
    7. ورد فی تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزی ص 121. و الاحتجاج للطبرسی ج 1 ص 95. باختلاف.
    8. فی غیر. ورد فی نثر الدرّ للآبی ج 1 ص 400. و نهج السعادة للمحمودی ج 1 ص 44.
    9. ورد فی تذكرة الخواص ص 116. و الاحتجاج ج 1 ص 95. و البحار ج 28 ص 234. و منهاج البراعة ج 3 ص 141. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 79. و نهج البلاغة الثانی ص 179. باختلاف بین المصادر.
    10. ورد فی الاحتجاج ج 1 ص 95. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 80. و نهج البلاغة الثانی ص 180.
    11. ورد فی المصادر السابقة. و نهج السعادة للمحمودی ج 1 ص 44.
    12. ورد فی المصادر السابقة.
    13. لعلیّ. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 1 ص 45.
    14. ورد فی ورد فی تذكرة الخواص ص 121. و البحار ج 28 ص 234. و منهاج البراعة ج 3 ص 141.
    15. ورد فی الاحتجاج ج 1 ص 95. و البحار ج 28 ص 234. و منهاج البراعة ج 3 ص 141. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 80. و نهج البلاغة الثانی ص 180.
    16. اندمخت. ورد فی
    17. و اللّه لو أقول ما سبق من اللّه فیكم لتداخلت أضلاعكم فی أجوافكم كتداخل أسنان دوّارة الرّحی.

      ورد فی نثر الدرّ ج 1 ص 400. و الاحتجاج ج 1 ص 95. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 80. و نهج البلاغة الثانی ص 180.

    18. و تجنون. ورد فی الاحتجاج للطبرسی ج 1 ص 96.
    19. ورد فی المصادر السابقة.